مفهوم وأهمية الاستثمار الأجنبي المباشر:
لقد كان لتدفق رؤوس الأموال الدولية المظهر البالغ الأهمية في بروز العولمة على
وجه أوسع وأشمل، وأهم مايميز ذلك هو التنافس المشتد بين الدول لإستقطاب أكبر قدر ممكن
من هذه التدفقات، ويعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر أحد أشكال هذه التدفقات، وسنحاول
من خلال مايلي إبراز مفهوم وأهمية الاستثمار الأجنبي المباشر.
(OCDE ) -1 مفهوم الاستثمار الأجنبي المباشر: تعرفه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية
على أنه ينطوي على تملك المستثمر الأجنبي حصة لا تقل عن 10 % من إجمالي رأس المال
.( أوقوة التصويت ( 1
فإن حصة المستثمر يجب أن ،( OCDE) حسب تعريف منظمة التعاون والتنمية الإقتصاية
تكون من 10 % فما فوق لكي يعتبر استثماره استثمار أجنبي مباشر، وبالتالي إذا كانت
حصة المستثمر الأجنبي أقل من 10 %، فإنه في هذه الحالة يعد استثمار أجنبي غير مباشر،
ومع ذلك فالخط الفاصل بين الاستثمار المباشر وغيرالمباشر ليس واضحا وغير متفق عليه.
فتعتبر أستراليا حيازة 25 % على الأقل من حقوق الملكية يمثل استثمارا مباشرا
على حين نجد الرقم 20 % في فرنسا، و 10 % في كل من الولايات المتحدة الأمريكية
والسويد وألمانيا.
-2 أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر: يعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر مصدرا مهما من
مصادر التمويل في الدول المضيفة من خلال دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ويتميز الاستثمار
الأجنبي المباشر بالمقارنة بوسائل التمويل الخارجي أمثال المنح والإعانات والقروض بكثير من
المزايا، فقد أثبتت الشواهد التطبيقية تميزه بالإستقرار في الأزمات المالية (أزمة المكسيك ودول
شرق آسيا)، وتمويل غير مكلف فهو لايولد أقساط أوفوائد كما في حالة القروض ، كذلك
يترتب على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إنتقال للقدرات التكنولوجية والخبرات الإدارية
والتسويقية والتي تكون الدول النامية في أمس الحاجة إليها لتحقيق تنميتها الاقتصادية.
-3 محددات الاستثمار الأجنبي المباشر: إن التنافس العالمي لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر
للاستفادة من المزايا التي يتمتع .ا المذكورة سلفا، لايتم بطريقة عفوية أو إرتجالية وإنما يخضع
إلى مجموعة من المحددات أو العوامل أو ما يسمى بمناخ الاستثمار وهذا مايجب توضيحه فيما
يلي:
1-3 مفهوم محددات الاستثمار الأجنبي المباشر: إن تسمية محددات مفردها محدد
ومصدرها حدد، بمعنى عملية أخذ موقف عادة جازم وقاطع في قرار ما، وعند إسقاط المعنى
السابق على محددات الاستثمار الأجنبي المباشر نجدها تفيد الجوانب التي يأخذها المستثمر
كأساس لإتخاذ قرار الاستثمار في الخارج.
وتوجد العديد من العوامل المحددة لقرار الاستثمار تختلف في أهميتها باختلاف طبيعة
المشروع الاستثماري و جنسية المستثمر، غير أن نمو الاستثمارات وإستمرار تدفقها إلى
الدول المضيفة ، يتوقف في المقام الأول على مدى ملاءمة المناخ الاستثماري السائد.
ويعرف مناخ الاستثمار بأنه الأوضاع المكونة للمحيط الذي تتم فيه العملية
الاستثمارية، وتأثير تلك الأوضاع والظروف سلبا أو إيجابيا على فرص ونجاح
المشروعات الاستثمارية، و من ثم حركة و اتجاهات الاستثمارات، وتشمل الظروف
والأوضاع السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية، كما تشمل
.( الأوضاع القانونية والتنظيمات الإدارية( 2
2-3 قياس مناخ الاستثمار: تكتسي استطلاعات رأي المستثمرين من خلال عينات
مدروسة أهمية خاصة في تحديد مكونات المناخ الاستثماري في البلدان المعنية بالاستطلاع،
وفي هذا الصدد رصدنا تقريرا عن البنك العالمي( 3) بعنوان:قضايا نظام الإدارة العامة
2006 ، حيث أشار هذا التقرير إلى أن هناك ستة عوامل رئيسية تحمل المتعامل الأجنبي علىاتخاذ قرار الاستثمار من عدمه في بلد ما وهي على الترتيب:الوصول إلى الأسواق، تكلفة اليد
العاملة، درجة تأهيل اليد العاملة، استعداد البلد لاستقبال المستثمرين الأجانب، الإطار
القانوني، الاستقرار السياسي للبلد
أما العوامل الثانوية في إتخاذ قرار الاستثمار من عدمه في دولة معينة، فهي أربعة
عوامل:الموارد الطبيعية خارج المحروقات، البنى التحتية، الحصول على القروض البنكية المحلية،
الخصوصيات الثقافية.
إن الإشكالية فيما يخص عوامل جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، هو اختلاف الأهمية
النسبية لكل عامل من هذه العومل، وهذا ما سيتم تناوله من خلال دراسة أثر أحد هذه
العوامل وهي الحوافز الضريبية.